خبرنگار بي بي سي همراه با نيروهاي اسد وخوشحال از محاصره حلب
ظهر مراسل البي بي سي عساف عبود مبتسماً مع مجموعة من ضباط ميليشا جيش النظام الذين تجمعوا لصورة تذكارية احتفاء بحصار حلب، ولبس المراسل التابع لمؤسسة إعلامية شعارها الحياد والموضوعية مرتدياً سترة الصحافة التي تمثل الـ"بي بي سي"، ولم يكن هذا أمراً مفاجئاً، وإنما هو استمرار لخط ثابت انتهجه مراسل القناة في تغطيته حاله كحال زملاء آخرين له في نفس المؤسسه كـ"جيريمي بوين" و"ليز دوسيت" اللذين ظهرا مع الجيش السوري في مناطق عدة كالقلمون والقصير.
الغطاء الإعلامي
سارعت الـ"بي بي سي"، كما اعتادت، إلى تقديم الغطاء الإعلامي للنظام السوري مشابه للغطاء الجوي الذي تقدمه روسيا، وتأتي ابتسامة مراسل الـ"بي بي سي" الفخورة في صورته مع ضباط النظام، على وقع عشرات الضحايا الذين سقطوا خلال الأيام القليلة الماضية، بعد بدء الهجوم المفاجئ لقوات النظام بهدف تطبيق الحصار مرة أخرى بعد أن نجحت فصائل المعارضة بكسره الشهر الماضي.
صورة مراسل الـ"بي بي سي" لم تثر استغراب النشطاء والسوريين على "السوشيال ميديا"، فجل التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي لم تبد الاستغراب، بل نظرت إلي الصورة على أنها استمرار لخط لم تتوقف عنه الـ"بي بي سي" رغم كمية الفضائح الإعلامية التي سببتها تغطيتها للشأن السوري، ما جعل تصنيف الـ"بي بي سي" بالنسبة للسوريين يتساوى مع قناة الدنيا التشبيحية على حد وصف النشطاء.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها "عساف عبود" حيث لا ينبغي لصحفي مهني أن يكون، فمنذ بداية الثورة السورية نال لقب "بوق النظام" عند نشطاء الثورة ومؤيديها، لا سيما أنه لا يترك مناسبة لا يعيد فيها سرد رواية النظام عدا عن حرصه على رفقة جيش النظام أثناء اقتحامهم للمدن السورية كتقريره الشهير من بلدة "الزارة".
عساف عبود ليس وحيداً
وبالرغم من كم الاحتجاجات واللافتات التي رفعتها المظاهرات في سوريا، مطالبة المحطة اللندنية بتغيير سياستها ومراسلها في سوريا، فالمحطة تجاهلت وأصرت عليه، ربما لأنه ليس استثناءاً في الـ"بي بي سي" فتمسك المحطة به يدل على أنه يمثل اتجاهاً عاماً لديها.
قد يكون من الخطاً اعتبار أن لا مهنية عساف عبود استثنائية محصورة بشخصه، فعلى ما يبدو أن هذا خط واضح تنتهجه المؤسسة، التي تعرضت مؤخراً لفضيحة كبرى أجبرتها على الاعتذار علانية، وذلك عندما بثت صوراً لشهداء سوريين في حلب على أنها صور لقتلى النظام، ولكن هذا الاعتذار كان لذر الرماد في العيون لا أكثر، فكبار مراسلي المؤسسة كـ"جيرمي بوين" و"ليز دويست" لم يرهم السوريين إلا في مناطق النظام، وبرفقة الجيش السوري أيضاً يقدمون الغطاء الإعلامي المشبوه ذاته.
ليز دويست دخلت إلى القصير في حمص مع الجيش السوري، ورغم مظهر الاحتراف والخوذة إلا أنها دخلت القصير برفقة شبيحة النظام وميليشات حزب الله، ولم يلفتها رفع الشعارات الطائفية التي علقت على أبنية القصير ولم تلتقي بشخص واحد من أهالي القصير الذين هجروا وإنما اكتفت بلاقاءت مع أشخاص أحضرهم لها شبيحة النظام وتكلموا معها أمام أبصارهم ورغم ذلك قبلت المحطة والمراسلة بذلك على أنه عينة من آراء أهل المدينة، كما قام "جيرمي بوين" بعدة زيارات لمدن ومناطق سورية برفقة قوات النظام وأعد تقاريره تحت أعينهم.