سيحتفل اللبناني الأصل، وليد فارس، بفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، بعد 10 أيام من احتفال بلاده بانتهاء الفراغ الرئاسي لعامين، واختيار رئيس للبلاد.
وتتطلع أعين العالم إلى سياسة فارس القادم من بلد مكتظ بالمشاكل السياسية، في أداء مهامه الاستشارية لترامب المثير للجدل، والذي يشترك مع مستشاره العربي الوحيد في عدد من الصفات.
تتقارب أطروحات المسيحي فارس كثيراً مع ترامب؛ من خلال آرائه في طريقة التعامل مع "الجماعات الإسلامية"، ويؤكد أن ترامب سيعزز شراكته وتعاونه مع حلفائه في العالم العربي "ضد جماعة الإخوان والجماعات التكفيرية"، رغم أنه لا يرى تهديدات ترامب للمسلمين مطابقة لسياساته القادمة.
اقرأ أيضاً :
ويبرز بعض التشابه مع ترامب في التعصب؛ حين أسّس في منتصف الثمانينيات "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، ونشر أطروحة للفصل بين المجتمعين المسيحي والإسلامي في لبنان، وكان داعماً من واشنطن لـ "تحرير لبنان من الجيش السوري".
ويعتبر فارس أحد المناضلين في صفوف القوات اللبنانية، وأعدّ كتاباً حول صراع الهويّات والحضارات في لبنان في عام 1979، كما نشر كتاباً عام 1982 بعنوان "الفكر المسيحي اللبناني الديمقراطي بوجه التعريب والتذويب"، وركّز في مؤلفاته على أن هوية المسيحيين ليست عربية، وإنما مسيحية - لبنانية.
عُيّن فارس ضمن لائحة مستشاري المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية لشؤون السياسة الخارجية في أواخر مارس/آذار الماضي، وهذه هي المرة الثانية التي يُعيّن فيها فارس مستشاراً لمرشح أمريكي، بعد المرشح السابق ميت رومني (2011-2012).
وقد تعرّف فارس إلى دونالد ترامب في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث كان يتصل ويقدّم استشارات لخمسة مرشحين من الحزب الجمهوري، وكان ترامب أحدهم.
من هو؟
ولد وليد فارس في لبنان عام 1957، ونشأ وتعلم في مدرسة "يسوعيّة"، وتخرج في جامعات بيروت في تخصص القانون والعلوم السياسية وعلم الاجتماع، وحصل على شهادة في القانون الدولي من فرنسا، وشهادة في العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية من جامعة ميامي.
بعد أن عمل كمحامٍ في بيروت، ونشر عدة مجلات أسبوعية وشهرية بالعربية، هاجر فارس إلى الولايات المتحدة في عام 1990، حيث امتهن التدريس في جامعة فلوريدا الدولية، وجامعة ميامي، ثمّ جامعة فلوريدا أتلانتيك.
كيف يرى ترامب؟
كشف فارس في أبريل/نيسان الماضي، أن ترامب في حال فوزه بالرئاسة سيشكل "ناتو عربياً"؛ يضم مصر، وتونس، وليبيا، ودول الخليج. وعلى صعيد الأزمة السورية تحدث عن اتفاق روسي أمريكي من أجل حل الأزمة السورية بقبول كافة الأطراف.
وما تزال مخاوف المواجهة مع إيران مفتوحة على مصراعيها، وهو ما أكده فارس بأن ترامب لا يقبل بالاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما مع إيران، وأنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية فسيعيد التفاوض مع طهران من جديد.
ويقول فارس في حوار سابق له مع صحيفة الحياة: "أنا من الذين سيعملون وينصحون بدعم قوى الاعتدال، سواء في الحكومة أو في المجتمع المدني (الفنانون والطلاب والشباب)".
وبعد لقائهما قبيل الحملة الانتخابية، يقول فارس إن هناك شخصيتين لترامب؛ "الذي ظهر على شاشات الإعلام في شكل تلقائي وعفوي، وترامب الآخر الاستراتيجي في خياراته، فهو رجل أعمال لديه امبراطورية هائلة، ومشاريع في العالم كله، ولقد راقبته وشاهدت كيفية تعاطيه مع هذه المشاريع".
ويتابع: "ترامب لديه القدرة على معرفة الناس بحكم حجم أعماله، وأيضاً له علاقات وثيقة مع شخصيات نافذة في كل مكان، وعلى رأسها الشرق الأوسط ودول الخليج".
وليد فارس.. مستشار ترامب العربي.. هل يمنع جنونه أم يعززه؟
يرى فارس أن مشكلة ترامب في خطاباته أنه غير خبير في العلوم السياسية، "لكنه شعبوي، وعلاقته مباشرة مع الجمهور، لكنه ليس عنصرياً، وليس لديه على الصعيد الشخصي ما يدلل على ذلك، فشركاته فيها أعداد كبيرة من الموظفين من مختلف الأعراق ومن المسلمين، وكذلك للنساء مراكز مهمة في شركاته، وجزء مهم جداً من استثماراته في العالم العربي والإسلامي، وله شركاء عرب ومسلمون".
أما عن شعاره الذي أطلقه بمنع دخول المسلمين أمريكا، فيقول فارس: "هذا أمر غير منطقي، ولا يعكس سياسته أو توجهه، ولا يمكن أن يكون شعاراً. ترامب لن يدخل في خصومة مع 57 دولة مسلمة تضم حوالي ثلث سكان العالم، ثم إن المواجهة مع التكفيريين ومكافحة الإرهاب تتطلبان التحالف مع الدول العربية والإسلامية".
وسيكون ترامب بحسب فارس، "داعماً للشركاء المعتدلين، وللحكومات التي تمثل شعوبها في المنطقة في مواجهة إيران. أمريكا ستحمي هذا التحالف بموقف عنوانه أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء على أمريكا، لكن على الشركاء دفع جزء من الأكلاف".