صحيفة: الفيصل بدأ مهمة الانقضاض على النظام الإيراني
• ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
• ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
تركي الفيصل.. رجل المهمات الصعبة يضع نظام إيران في مرمى سهامه
مطالب مرتبط
السيرة الذاتية لمريم رجوي
لا يبدو أن حضور الأمير تركي الفيصل لمؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، قبل نحو شهرين، كان من باب المجاملة؛ فهذا الرجل الذي يوصف بأنه رجل المهمات الصعبة، سبق أن كان له دور كبير في العديد من أكثر الملفات حساسية التي واجهت المملكة العربية السعودية على مر عقود خلت.
ذلك ما جاء في تقرير لصحيفة ذا ناشينال إنترنت الأمريكية، التي رأت حضور الفيصل لمؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس قد يكون بداية لمرحلة سعي السعودية لإسقاط نظام الولي الفقيه في إيران.
وتشير الصحيفة إلى أن "التحالف مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، رغم كونها شيعية، يبدو خياراً سعودياً مطروحاً في المرحلة الراهنة، خاصة أن هذه المنظمة نجحت في تحشيد قرابة 100 ألف مشارك في مؤتمرها الذي أقيم في باريس، بحضور الأمير تركي الفيصل، الذي أعلنها صراحة بأنه مع إسقاط النظام القائم في إيران؛ لما سببه هذا النظام من مشاكل في المنطقة منذ مجيئه عام 1979".
وتقول الصحيفة: إن "الفيصل الذي لا يشغل حالياً أي منصب رسمي، سبق له أن شغل العديد من المناصب الحساسة والمهمة، إذ كان رئيساً للمخابرات السعودية إبان استيلاء مجموعة مسلحة على الحرم المكي عام 1979، وكان أول الواصلين إلى المنطقة، وتعرض لإطلاق نار مباشر بعد أن تمكن من فتح أحد أبواب الحرم المكي".
وتضيف: "كذلك كان للفيصل دور مهم بتوجيه الدعم السعودي للمجاهدين الأفغان عام 1980، فضلاً عن دوره الأبرز في توجيه العلاقة السعودية الأمريكية، وبناء تحالف قوي طيلة عقود".
الفيصل دعا خلال حضوره مؤتمر المعارضة الإيرانية، بحسب الصحيفة، "إلى الإطاحة بالنظام الإيراني، واتخاذ سياسة أكثر صرامة تجاه النظام، وعلى الرغم من أنه لا يشغل أي منصب حالياً، فإنه أحد أعضاء العائلة المالكة في السعودية، ومن ثم فإن حضوره يمثل العائلة السعودية بالتأكيد".
ذا ناشينال إنترنت ترى أن "التحالف بين السعودية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قابل للحياة في ظل الواقع الذي تعيشه المنطقة، والتهديد الذي تمثله إيران، سواء للعربية السعودية، أو لمنظمة مجاهدي خلق، التي أصبح عدد كبير من عناصرها الذين كانوا يقيمون بالعراق، إبان فترة حكم الرئيس العراقي صدام حسين، أسرى بيد الحكومة الحالية".
يشار إلى أن المنظمة الإيرانية التي أُسست عام 1965 لمحاربة نظام الشاه، كان لها دور كبير في إسقاطه عام 1979، إلا أن الخميني الذي حكم بعد الشاه، انقلب عليها وأعدم العديد من قادتها، وهو ما اضطرها إلى المغادرة، وكان العراق الجار الأقرب مقراً للمنظمة، حيث شنت العديد من الهجمات في الداخل الإيراني انطلاقاً من الحدود العراقية.
وفي عام 1997 صنفت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، المنظمة على أنها منظمة إرهابية؛ وذلك سعياً من قبل إدارة البيت الأبيض آنذاك لاستمالة إيران واسترضائها.
وتقول الصحيفة: إن "الفيصل بدأ مهمة الانقضاض على النظام الإيراني ليس فقط من خلال حضوره مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، وإنما بدأ يمهد لهذه المنظمة للدخول في تفاصيل السياسة، وذلك بترتيب لقاءات مع العديد من الشخصيات العربية وغير العربية".
هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي كان مدوياً خلال مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية، والذي سمعه الفيصل جيداً، يبدو- بحسب ما تصفه الصحيفة الأمريكية- بأنه "سيكون منطلقاً جيداً للبناء عليه؛ فلقد ارتجل الفيصل ساعتها عبارته الأكثر شهرة خلال المؤتمر، بأنه يتمنى أن يرى النظام الإيراني خارج السلطة، وهو أمر ربما سينعكس مستقبلاً على وضع العلاقة المتوترة أصلاً بين الرياض وطهران".